الإمام وارث بن كعب الخروصي]
لما أراد المسلمون عزل الإمام محمد بن أبي عفان عام 179ه, وذلك حينما ظهرت منه أحداث لم تعجبهم, ولم يرضوا سيرته, فأخرجوه من نزوى باحتيال, فلما خرج من نزوى اجتمعوا واختاروا لأنفسهم إماماً, فقدمواالوارث بن كعب الخروصي, وكان الوارث ممن اشتهر في الصلاح والتقوى, ويروى أنه قبل مبايعته بالإمامة كان يرى الرؤيا في نومه تدل على ظهور الحق على يديه, وأنه سيتولى أمر المسلمين, مقيماً شرع الله, فما حدث له من مبايعته بالإمامة إلا مصداقاً لما رأى.
مواقفه]
كان الإمام الوارث بن كعب ذات يوم يحرث في زرع له بقرية هجار من وادي بني خروص, فسمع صوتا يقول له: اترك حرثك وسر إلى نزوى وأقم الحق بها, ثم ناداه ثانية, وثالثة بذلك, فقال الوارث: ومن أنصاري وأنا رجل ضعيف؟ فقيل له: أنصارك جنود الله, فقال: إن كان ذلك حقا فليكن مصاب مجزي هذا ينبت ويحضر من الشجرة التي أصله منها, فغرسه في الأرض فنبتت شجرة الليمون, ويقال أن هذه الشجرة موجودة إلى الآن ببلدة هجار. كان الإمام الوارث بن كعب – رحمه الله – قبل البيعة بالإمامة يختلي بنفسه كثيرا في الشعاب و الفلوات, وكان كلما خلا سمع صوتاً يناديه ولا يرى شخصه, وهو يقول أبشر يا وارث. لما أراد الوارث تنفيذ ما رآه من الرؤيا وما حدث له من كرامة شجرة الليمون سار إلى نزوى وجد خبازاً يخبز، وجندياً من جنود السلطان يأكل خبزة, والخباز يستغيث بالله بالمسلمين منه, ولما رأى الوارث الجندي على ذلك الحال, زجره ثلاثا فلم ينته, فما كان من الوارث إلا أن قتله, فمضى الوارث إلى المسجد قريب من الوادي – يسمى هذا المسجد الآن مسجد النصر –, فأسرعت جنود السلطان إلى الوارث تريد قتله, فلما وصلوا قريباً منه رأوا المسجد وقد غص بالرجال المقاتلة, فما استطاعوا إليه سبيلا, وحماه الله ومن كيدهم.
![]() |
وادي بني خروص بولاية العوابي |
تعليقات
إرسال تعليق